بسم الله الرحمن الرحيم
مقالة
بعنوان " فقه الطبعات.
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ،،
فلا شكّ أن الطابع العِلمي لعصرنا هذا يختلفُ عن عصورٍ مَضَت، وإن
أهم ما يُميّزه ظهور نِعمة طِباعة الكتب، وبروز ذلك الكم الهائل من المطبوعات في
مُختلف العُلوم.
وطالبُ العِلم في عصرنا -أيضاً- يختلفُ عن طالب العِلم في القديم،
وإن أهم ما يُميّزه اعتماده على الكِتاب أكثر من الشيوخ؛ لِقلّتهم من جهة، ولظروف
الحياة الوظيفية والاجتماعية وغيرها من جهةٍ أُخرى -بصرف النظر عن كون ذلك خطأ أم
صواب، لكنه واقع عند الكثير-.
لذا خَطَرت لي خواطر فيما يتعلق بموضوع الطبعات، أحببتُ أن أُسجلها
هنا لعلها أن تكونَ نافعة وإلى الخير دافعة ..
فأقول
-وبالله التوفيق- : إن الطبعات تنقسمُ إلى ثلاثة أقسام:
1- طبعات مُتقنة ذات
تحقيقات جيدة يكاد يُجمع الجميع على ذلك.
فهذه الأمرُ فيها واضح،
يقتنيها طالبُ العِلم ويعتني بها وإن ظَهَرت بعدها طَبعةٌ أخرى واستدْرَكَتْ عليها
شيئاً فإنه يُصلح طبعته وانتهى الإشكال.
2- طبعات سقيمة، ليس لها
قيمة، كغالب طبعات دار الكتب العلمية وأخواتها .
فهذه على طالب العلم أن
يفر منها.
3- طبعاتٌ لا ترقى إلى
المستوى المطلوب من الإتقان، كما أنها ليست كتلك الطبعات السقيمة.
فطالبُ العِلم حِيالها لا
يخلو من حالين:
- إما أن يكون قد
اقتناها، ثم ظَهَرت طبعةٌ جديدة جيّدة :
* فإن كان من المبتدئين
والكتاب صغير الحجم = فليقْتنِ الجديدة.
* وإن كان من المتوسطين
أو المتقدمين = فلا داعي لأن يشتري الطبعة الجديدة، لسببين:
1- لأنه لا تَخْفى عليه
عادةً تلك التصحيفات.
2- لأنه بإمكانه تصحيح
نسخته من خلال استعارة الكتاب من صديق، أو من مكتبة عامة أو من تنزيله من النت،
وإن كان من الممارسين للمخطوطات يستطيع الرجوع إلى المخطوط ويُصلح طبعته.
ولا داعي لأن يُبدد طالبُ
العِلم أمواله بين هذه الطبعة وتلك، فإني أخشى أن يكون ذلك من إضاعة المال.
-وإما أنه لَم يقتنِ
الكتاب = فلا إشكال، فإنه يَشتري الطبعة المتقنة والحمد لله، وإن ظهر بعدها طبعةٌ
أُخرى يعملُ معها كما عمل مع الحالتين السابقتين.
هذا ما بدا لي وكَتبته
على عَجَل، وأستغفرُ اللهً من الزَّلل .
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
**********************************
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء